العين الزرقاء ومفاهيم خاطئة
العين الزرقاء ومفاهيم خاطئة
تكلمنا أمس عن شكل من أشكال الحسد وهو حسد الأشرار على حياتهم التي تبدو أنها جميلة وبلا شدائد وأخذنا اساف مثال لذلك النوع من الغيرة (مزمور 73)
[image]
وهذا النوع يستخدمه إبليس بكثرة مع المؤمنين الأتقياء لكي يجعلهم يشعرون أن إيمانهم بوصايا وتعاليم الرب وجهادهم الروحي بلا قيمة في هذه الحياة فهم يشهدون بسبب تقواهم والأشرار يتنعمون بخيرات الأرض وحياتهم سهلة وجميلة دون صعوبات.
"أما أنا فكادت تزل قدماي. لولا قليل لزلقت خطواتي. لأني غرت من المتكبرين، إذ رأيت سلامة الأشرار. لأنه ليست في موتهم شدائد، وجسمهم سمين. ليسوا في تعب الناس، ومع البشر لا يصابون... هو ذا هؤلاء هم الأشرار، ومستريحين إلى الدهر يكثرون ثروة."( مز 73 :2-12).
والرب من محبته لنا يترائف علينا ولا يتركنا نفقد رجاءنا نتيجة هذه الكذبة كما تعامل مع أساف
لا بد من أن نعرف أن الحسد في حد ذاته لا يؤذي المحسود، الذي يؤذي المحسود هو مؤامرات الحاسدين وليس أعينهم الحسودة كما ذكرنا أمس عن أخوة يوسف "ورؤساء الآباء حسدوا يوسف وباعوه إلى مصر، وكان الله معه،"( أع 7:9). إخوة يوسف كانوا يغارون منه فترة طويلة ولم يحدث له شيء. لكن نتيجة الحسد والغيرة تأمرو عليه وكانوا يريدون قتله ثم قرروا بيعه للإسماعيليين وهذا ما سبب له الأذى. وأيضا الكهنة الذين قدموا الرب يسوع للموت "لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسدا."(مر 15:10). رؤساء الكهنة كانوا يغارون من السيد المسيح جدا لفترة طويلة، ولم يحدث له شيء. لكن نتيجة الحسد والغيرة تآمروا عليه لقتله وكانوا يسعون كثيرا وهذا ما سبب له الأذى.
أدعوك اليوم يا صديقي، أن تفحص وتمتحن نفسك هل تغار من حياة الأشرار.
