تاريخ النشر 11 نوفمبر 2023

السهر وأهدافنا الروحية

تاريخ النشر 11 نوفمبر 2023

[image]

السهر وأهدافنا الروحية

ما أسهل أن يتغير هدفك في الطريق إن لم تكن ساهرًا..

 كثيرون بدأوا بهدف سليم هو محبة الله. ولإظهار هذه المحبة، أو كتعبير عن هذه المحبة، دخلوا في محيط الخدمة، أنهم يريدون أن يعرف ويختبر الناس محبة الله مثلهم.

 وبمرور الوقت تحولت الخدمة إلى هدف، فقدوا فيها محبتهم لله. وأعطوا الخدمة كل جهدهم ووقتهم وتفكيرهم، حتى لم يبق لهم وقت يقضونه مع الله في صلاة أو تأمل..!

 وهكذا فترت حياة هؤلاء، وبالتالي فترت خدمتهم، ولم تعد خدمة لها الطابع الروحي!

أو آخرون من أجل محبة الله دخلوا الخدمة. ولأنهم لم يكونوا ساهرين على أنفسهم، تحولت الخدمة عندهم بمرور الوقت إلى لون من الرئاسة والسيطرة والسلطة وتأكيد تفوق الذات، وحلت الذات محل الله، وضاعوا وضاعت خدمتهم.

والبعض بدأوا بمحبة الله كهدف سليم. ومن محبتهم لله أرادوا أن يتعمقوا في معرفته، وبحثوا عن هذه المعرفة في الكتب..

وبمرور الوقت أصبحت الكتب هي هدفهم. وتوسعت بهم المعرفة حتى خرجت عن محبة الله، وتاهوا في معارف متعددة. وبعضهم وقعوا في شكوك، أو أوقعوا غيرهم في شكوك. واستهوتهم المعرفة حتى تحولوا إلى عقل تشغله المعرفة ولا تشغله محبة الله! وادخلتهم المعرفة في صراعات مع من يخالفونهم في الرأي. وفى صراعاتهم نسوا الله الذي يتصارعون من أجله. وجرفتهم الدوامة التي جرفت كثيرين.

أما أنت فإن دخلت في الخدمة أو المعرفة، فاسهر على نفسك، واحرص فيهما على هدفك الحقيقي الذي هو محبة الله وملكوته على قلبك..

واحترس من الأهداف الجانبية..

أو احترس من الأمور الجانبية، التي تسرقك أثناء عدم انتباهك وعدم سهرك، وتتحول إلى أهداف! فتسعى إليها بكل قلبك، ناسيًا الهدف الحقيقي.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف