تاريخ النشر 27 سبتمبر 2023

الرب يسوع المسيح هو صانع السلام وهو رئيس السلام

تاريخ النشر 27 سبتمبر 2023

[image]

 

الرب يسوع المسيح هو صانع السلام وهو رئيس السلام 

 

أن هدف رئيسي من أهداف عمل السيد المسيح الكفاري انه اعادة وصنع السلام بين الإنسان والله، بل نستطيع ان نقول يتمحور كل عمل المسيح يسوع حول إحلال السلام بين الله والإنسان. صالَحَنَا الله لنفسه (2 كورنثوس 5:20)، وأعطانا السلام الذي وعدنا به الله. "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ." (إش 9: 6).  عند ميلاد السيد المسيح، أنشدت الملائكة قائلة: "«الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»." (لو 2: 14). وهتفت الجموع له عند دخوله أورشليم جالساً على جحش كملك للسلام: "تَبارَكَ الآتي، المَلِكُ بِاسمِ الرَّبّ! السَّلامُ في السَّماء! والمَجدُ في العُلى!" (لو 19: 38). 

الرب يسوع كان يستودع الآخرين دائمًا بالسلام، قال للمرأة: "ابنتي، إيمانك قد شفاك، اذهبي بسلام" (لوقا 8:48)، ورفض استخدام العنف للدفاع عن نفسه " فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! " (مت 26: 50-52).وبعد قيامته، رحب بالنساء الخائفات قائلاً: "وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ." (مت 28: 9). لأنه قضى على العداوة ولم يهلك الإنسان.

المسيح يسوع هو سلامنا (أفسس 2:14)، وبه ومن خلاله، تم ازالت كل العداوة بين الله والإنسان، وبين الإنسان وإخوته البشر. في المسيح يسوع، فقط يمكن ان يعيش الجميع في سلام "وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ. لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلًا بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ الاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، صَانِعًا سَلاَمًا، وَيُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلًا الْعَدَاوَةَ بِهِ. فَجَاءَ وَبَشَّرَكُمْ بِسَلاَمٍ، أَنْتُمُ الْبَعِيدِينَ وَالْقَرِيبِينَ. لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُومًا فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ." (أف 2: 13-18).

كان من العدل أن ينتقم الله لنفسه عندما لم يستجب الإنسان لنعمة السلام التي جعلها الله للإنسان عن طريق عمل ربنا يسوع المسيح. والأشخاص الذين لم يؤمنوا بالرب يسوع المسيح ولم يقبلوه كمخلص شخصي، وقاموا بصلبه طلب لهم الغفران " يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لو 23: 34) فالصليب هو أساس السلام، السلام الذي يدعونا السيد المسيح أن نصنعه "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ." (مت 5: 9). لأن السلام هو مطلب أساسي لتحقيق مشيئة الله في حياة البشر. والسيد المسيح الذي صلي من اجل مشيئة الله  لن يتركنا نحمل الصليب وحدنا بل هو معنا قائلاً  «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ ٱلْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لَا إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». وَظَهَرَ لَهُ مَلَاكٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ يُقَوِّيهِ." (لو 22: 42- 43).  

"«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ." (يو 14: 27).السلام هبةٌ من الله للإنسان، وعندما يقول ربّنا يسوع: " سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ."، فهو يُعطينا ما في ذاتهِ، ومعه يهبُ لنا الروح القُدس: "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ»." (يو 20: 21-23). فيكون السلام ثمرةُ حضور الروح القُدس في الإنسان (غلا 5: 22)، وهو عطيّة من الله الذي صالَحَنَا إلى ذاتهِ بربنا يسوع المسيح فغفرَ لنا خطايانا (غفران ومُصالحة). هذا السلام يهبُ الإنسان حياة البِر فيقبَل مُصالحة الله له بيسوع المسيح، ويعيش سلاماً مع الذات ومع القريب، فربّنا يسوع هو مصدرُ سلام الله الحقيقي، ومَن يقبَل سلام الله هذا، يسعى ليكون هو ناقلاً للسلام. 

لذلك، فإن السيد المسيح هو رئيس السلام بالنسبة للمؤمنين. فهو وسيط السلام بين الله والبشرية، حيث يعطي الانسان السلام الحقيقي والمصالحة مع الله ومع بعضهم البعض. يقدم يسوع نفسه كنموذج للسلام، وكنموذج لصانعي السلام. ويدعو تلاميذه لمتابعته والعيش وفقًا لتعاليمه ليصبحوا رسلاً للسلام في العالم.

إن تعاليم يسوع تدعو إلى محبة العدو والتسامح والمصالحة والغفران. يدعو المؤمنين أيضًا إلى بناء علاقات سلمية وحب بين بعضهم البعض، والسعي للعدالة والمساهمة في إحلال السلام في العالم. يعلم يسوع أن السلام ليس مجرد غياب الصراعات والحروب، بل هو حالة تشمل البر والعدل والقداسة الذي يؤدي إلى الازدهار الروحي والمادي للجميع.

 

فربنا يسوع المسيح هو أساس السلام وهو صانع السلام وهو رمزًا للسلام و هو رئيس السلام، حيث يقدم السلام الحقيقي ويدعو المؤمنين لأن يكونوا صانعي للسلام في حياتهم اليومية للبشر من حولهم.

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف