تاريخ النشر 12 مارس 2025

الحكم على الآخرين

تاريخ النشر 12 مارس 2025

 

عزيزي صديقي، بتحكم على الناس؟ دعنا نتأمل معًا...

كلنا، بشكل أو بآخر، نمر بلحظات نحكم فيها على الآخرين دون أن نملك كل التفاصيل. نجلس في تجمع عائلي أو بين الأصدقاء، 

وتبدأ الأحاديث، ومعها يأتي الحكم على شخصيات أو تصرفات الآخرين. لكن هل فكرنا يومًا في أننا قد نكون مخطئين؟

أتذكر موقفًا أثر فيَّ كثيرًا. صديق لي كان قد صنع مقطع فيديو رائعًا يحكي فيه عن قصة تحمل درسًا عميقًا في عدم التسرع بالحكم على الآخرين. اسمحوا لي أن أشارككم هذه القصة:

درس في الحكم على الآخرين

في يوم من الأيام، كان رجل مسن يجلس في القطار مع ابنه الشاب. بدا الابن غاية في السعادة، يتطلع عبر نافذة القطار بعيون مليئة بالدهشة. فجأة، صرخ بصوت عالٍ: "أبي! الشجر يتحرك إلى الخلف! السحاب يلاحقنا!"

كانت كلماته مليئة بالحماس، ولكنه جذب انتباه الركاب حوله، الذين بدؤوا ينظرون إليه باستغراب. بدا الأمر غير عادي بالنسبة لهم، حتى أن بعضهم بدأ يهمس متهامسًا.

اقترب أحد الركاب من الأب وقال له بنبرة يملؤها القلق: "يا سيدي، أعتقد أنه من الأفضل أن تأخذ ابنك إلى طبيب. يبدو أنه يعاني من مشكلة عقلية أو نفسية."

ابتسم الأب بهدوء ورد عليه قائلاً: "ابني لم يكن يرى منذ ولادته. اليوم فقط استعاد بصره بعد عملية جراحية ناجحة. إنه يرى العالم لأول مرة، وكل شيء بالنسبة له جديد ومدهش."

عندما سمع الرجل هذا التوضيح، شعر بالحرج الشديد واعتذر للأب عن سوء ظنه.

العبرة:كثيرًا ما نتسرع في إصدار الأحكام بناءً على مظهر أو تصرف معين دون أن ندرك الخلفية الحقيقية لما يحدث. الله وحده يعلم خفايا القلوب وظروف الناس. نحن مدعوون دائمًا للتروي وإظهار الرحمة بدلاً من النقد والتسرع.

يقول الكتاب المقدس:

"لا تَدِينُوا لِكَيْ لَا تُدَانُوا، لِأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ"

(متى ٧ :١-٢).

لذا دعونا نسأل أنفسنا: كم مرة أصدرنا حكمًا ثم اكتشفنا أننا كنا مخطئين؟ كم من المرات كان بإمكاننا أن نظهر محبة بدلًا من الانتقاد؟ لنحاول أن نتعلم من هذه القصة، ولنتذكر أن التروي واللطف هما مفتاح التعامل مع الآخرين.

أخيرًا، في كل مرة تجد نفسك تحكم على شخص، توقف واسأل نفسك: "هل أعرف القصة كاملة؟" ربما يكون ذلك بداية لتغيير كبير في طريقة رؤيتنا لبعضنا البعض.

أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،