الحرية الحقيقية

عزيزي صديقي،
في طفولتي، كنت أشارك في الخدمة بحماس كبير. كانت الأيام مليئة بالنشاط والحب للعمل من أجل الله.
ولكن مع دخولي إلى سوق العمل، بدأت أشعر بأنني أنشغل أكثر وأكثر بعالم تحقيق الذات والسعي وراء الطموحات.
بدأت أتعرف إلى أشخاص جدد من خلال العمل، وبمرور الوقت، وجدت نفسي أبتعد عن الخدمة شيئًا فشيئًا.
مع ضغوط الحياة اليومية، بدأت أتحول إلى شخص مختلف، شخص كل اهتمامه هو كيفية مواجهة التحديات اليومية والعيش وفقًا لمتطلبات هذا العالم. لكنني كنت أشعر بثقل الخطأ في كل مرة أخطئ فيها. كل خطأ كان يعيدني بذاكرتي إلى الأيام التي كنت فيها قريبًا من الله ومن الخدمة. كانت تلك الذكريات تملأني بالحنين، لكنها تحمل أيضًا ألمًا شديدًا، حيث كنت أشعر بالخجل من ذاتي.
الكثير منا يعيشون في صمت، يعانون من قيود الخطية أو الشعور بالعار والخزي. هذه الأحاسيس ليست غريبة على البشر، لكنها تثقل الروح وتترك الإنسان يشعر بأنه مقيد وغير قادر على التحرر.
لكن الله دائمًا يمد يده لنا. يدعونا للعودة إليه بقلوب مفتوحة مهما كانت أخطاؤنا. فهو يريد أن يعطينا نعمة جديدة وقوة للتجديد والتغيير. الآية في سفر إشعياء تذكرنا:
"هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ: إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَٱلْقِرْمِزِ، تَبْيَضُّ كَٱلثَّلْجِ." (إشعياء ١: ١٨).
دعونا نُقبِل إليه، نفتح قلوبنا له، ونثق أنه قادر أن يجعل كل الأشياء جديدة.
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

