الحب والرحمة

عزيزي صديقي، كلما فعل ابني الصغير شيئًا خاطئًا، أجدني أتوجه إليه لأوجهه أو أعاقبه، لكنني ألاحظ أن زوجتي تسبقني دائمًا بكلماتها الرقيقة: "لا بأس"، ثم تدخل لتهدئته وتعلمه بطريقة لطيفة وحنونة.
في البداية، كنت أتساءل: هل أنا لا أحبه كما تفعل هي؟
لكنني اكتشفت أن الأمر لا يتعلق بالحب، بل بطبيعة التكوين.
الأم تفكر بمشاعرها أكثر، وتتعامل مع الطفل بقلبها قبل عقلها.
هذه المواقف جعلتني أفكر في طريقة تعامل الله معنا.
نحن نخطئ مرارًا وتكرارًا، لكن الله لا يتعامل معنا بحزم فقط، بل بحنان لا حدود له.
هو يصبر علينا، ويعطينا فرصًا جديدة كل يوم. يقول الكتاب المقدس:
"كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ، يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ" (مزمور ١٠٣ : ١٣).
الله يعلم أننا ضعفاء، وأننا نخطئ، لكنه يعاملنا برحمة وصبر، ويغسل ذنوبنا عندما نعود إليه.
من خلال تعامل زوجتي مع ابني، تعلمت أن الحنان هو لغة القلب التي تفهمها الروح قبل العقل.
وهذا الحنان هو انعكاس لرحمة الله التي لا تُقاس. فلنكن نحن أيضًا حنونين مع أطفالنا، ولنتذكر دائمًا أن الله هو القدوة في الحب والرحمة.
أنت غالي ومحبوب، نهتم بك ونصلي لأجلك.صباحك مبارك ومليء بالنور ✨

