تاريخ النشر 1 أبريل 2024

الجوع الصحي

تاريخ النشر 1 أبريل 2024

هل فكرت يومًا في أن هناك جوعًا آخر يعاني منه النفوس والقلوب؟ إنه الجوع الروحي، والحقيقة المدهشة هي أن كلمة الله تأتي لإشباع هذا الجوع وتروي ظمأ الروح. والصوم فرصة لإشباع الروح.

[image]

الصوم رحلة روحية عميقة، رحلة لا تنحصر في الامتناع عن الطعام، بل تمتد لتشمل شعورًا بجوعٍ حقيقي لكلمة الله.

هذا الجوع ينبع من رغبة عميقة في التقرّب من الله، والتأمل في تعاليمه، واكتساب القوة لمواجهة تحديات الحياة.

كلمة الله هي غذاء الروح، هي النور الذي يُضيء دروبنا "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي." (مز 119: 105). هي القوة التي تُعيننا على الانتصار على ضعفاتنا.

الصائم هو ذلك الذي يُصغي بِكُلِ جوارحه لكلام الله، يقرأها ويتأملها، ويجعلها سراج يُضيء طريقه في معركة الحياة. الدائمٌة مع إبليس وجنوده مع أجناد الشر الروحية في السماويات، هذا الصراعٌ يتطلب منّا قوةً إيمانيةً عظيمةً.

كلمة الله هي سلاحنا في هذه المعركة، هي السيف الذي نُقاتل به أعداءنا الروحيين.

بِالصوم نُصبح أقوى، ونُتمكن من هزيمة الخطية والانتصار على ضعفاتنا.

ثمرة الصوم هي السلام الداخلي والسعادة الحقيقية، هي الشعور بالقرب من الله والرضا عن النفس.

رحلة الصوم رحلةٌ مُثمرةٌ تُثري حياتنا وتُقربنا من الله، رحلةٌ تُعلّمنا معنى الصبر والمثابرة، رحلةٌ تُنير عقولنا وتُغذي أرواحنا.

الصوم ليس مجرد طقس ديني، بل هو أسلوب حياة، هو التزامٌ بِكلمة الله والسعي لتطبيقها في حياتنا.

الصائم يا صديقي، هو ذلك الذي يُجسّد تعاليم الله في أقواله وأفعاله، هو ذلك الذي يُصبح نورًا يُضيء للعالم.

من خلال لهجنا في كلمة الله في وقت الصوم يشكل فينا الله حتى  نكون مشابهين صورة ابنه، وهذا بكل تأكيد يجعلنا نُساهم في بناء مجتمعٍ أفضل، مجتمعٍ يُحكمه الحب والعدالة والسلام.

 

يا الله ابونا الصالح اجعلنا يا رب نجوع ونعطش لكلمتك. اجعلنا نلهج فيها بجد ونُطبّقها في حياتنا. اجعلنا نُشاركها مع الآخرين ونُساعدهم على معرفة محبتك ورحمتك. آمين.

 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف