الافتخار بالضعفات
الافتخار بالضعفات
فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِٱلْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ ٱلْمَسِيحِ. (كُورِنْثُوسَ ٱلثَّانِيةُ ١٢:٩)
[image]
قد تكلمنى عن الجزء الاول من الاية وهو «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تُكْمَلُ». واليوم سوف نتكلم عن الجزء الثاني من الاية فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِٱلْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ ٱلْمَسِيحِ.
في هذا الجزء من الآية رد فعل الرسول بولس على الرد الذي جاء له من الرب عندما تضرع من أجل أن الرب يخلصه من الشوكة التي أعطيت له في الجسد.
فنجد أن الرسول بولس يعلن أنه سوف يفتخر بضعفاته. الطبيعي أن البشر يخجلون من ضعفائهم ويحاولون بطرق كثيرة اخفائها، (الضعفات في هذه الاية ليست خطايا بل اشياء مثل لدغة اللسان (عدم نطق حروف معينة بشكل سليم) ) أو احد تعرض لحادث فاثر على طريقة مشيته او شخص تعرض لحريق وترك أثر في احد الاماكن الظاهرة في الجسد.
وليس فقط قال الرسول بولس أنه سوف يفتخر بل انه سيفتخر بكل سرور وعندما نسأل الرسول بولس لماذا سوف تفتخر بكل سرور بضعفاتك، يكمل كلامة ويقول لانني ادركت نعمة الله الغنية نعمة الله التي تمنح للأشخاص الخاضعين لمشيئته برضى وسرور قوة المسيح فيعلن إدراكه ويقول " لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ ٱلْمَسِيحِ." ويكمل كلامه في عدد 10 ويقول "لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ." (2 كو 12: 10). فهو لا يسر فقط بالضعفات بل ايضاً عندما يضطهد وعندما يشتم وعندما يتعرض لضيقات من أجل المسيح.
ما يفعله الرسول بولس ليس سهل على الاطلاق ربما تجد بعض الأشخاص يفتخرون بضعفائهم أو عندما يشتمون لكن نادراً أو من الصعب نجد في ايامنا هذه اشخاص يفتخرون بسرور بالاضطهاد أو بالضيقات.
بالضبع لا نلوم أحد لكننا نتطلع اننا جميعاً نصل الى هذا الإدراك نعمة الله الغنية لحياتنا ونصل إلى هذا العمق من الإيمان والثقة في إلهنا.
