تاريخ النشر 19 يونيو 2023

اغراءات العالم

تاريخ النشر 19 يونيو 2023

مصادر التجارب

المصدر الثاني للتجارب وهو اغراءات العالم  

وما أكثر اغرات العالم من شهوة عيون وتعظم معيشة وشهود جسد، لأن الإغراءات كثيرة يحذرنا الله من محبة العالم والأمور التي في العالم فيقول لنا "لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ." (1 يو 2: 15-17).

[image]

وقد تكلمنا عن إغواء ابليس لحواء وابليس قد اغواء حواء بالاشياء التي في العالم تعظم المعيشة (وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ) شهوة الجسد  (فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ) شهوة العيون (وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ) والنتيجة (فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ) 

سوف نأخذ مثال على اغراءات العالم (محبة العالم) وهو جيحزي غلام اليشع النبي 

نجد جيجزي في قصة شفاء نعمان السرياني ( 2 مل 5 : 20 ــ 27 )، رحل القائد نعمان السرياني من عند أليشع، بعد أن آتى ليشكره ويعطيه هدايا لكن إليشع النبي رفض أن يأخذ أي شيء رغم الحاح نعمان. 

لم يستطع جيحزي أن يكبح روح الشهوة فيه، التي أثارها رؤية الهدايا الثمينة التي رفضها النبي إليشع. فجرى جيحزي وراء نعمان والتمس منه باسم النبي إليشع أن يعطيه وزنه فضة ( أي ما يوازي نحو ألفي دولار ) و حلتي ثياب، مدعيا أن أليشع قد غيرا رأيه لأن غلامين فقيرين من بني الأنبياء جاءوا إلى سيده طالبين منه المساعدة، فسنحت الفرصة لنعمان ليظهر شكره وعرفانه بجميل أليشع، وألح على جيحزي أن يأخذ وزنتي فضة، وأرسل معه غلامين من غلمانه ليحملاها، وعندما وصلا إلى الأكمة بجوار منزل النبي صرف جيحزي الغلامين وأخفى الكنز،

وأتى بعد ذلك بجراءة ليقف أمام سيده، الذي سأله على الفور: " من أين يا جيحزي ؟ " ولما سمع أليشع جواب جيحزي بأنه لم يذهب إلى أي مكان ( 2 مل 5 : 26 )، وبخه بشدة على ما صدر منه، واستجلب عليه وعلى عائلته الإصابة بذلك المرض الكريه الذي كان مصابا به نعمان السرياني الذي أخذ منه جيحزي الفضة، بكذبته المزرية، فخرج من أمامه النبي إليشع أبرص كالثلج. 

بالتأكيد لا يحدث مع كل من يحب العالم والأشياء التي في العالم سوف يحدث معه ما حدث مع جيحزي لكن المؤكد انه سوف يكون هناك نتائج لهذا. فينبغي علينا أن نحذر من اغرات العالم شهوة العيون وتعظم المعيشة وشهود جسد. 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف