تاريخ النشر 8 أغسطس 2023

أي نوع من الحزن يقصده المسيح؟

تاريخ النشر 8 أغسطس 2023

[image]

ثانياً أي نوع من الحزن يقصده المسيح؟

هناك حزن يطوبه الرب في حياة المؤمنين الحزن على الذي يراه المؤمن في العالم الشرير المعادي لله، 

1- الحزن الذي يقود المؤمن الى التوبة «لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ» (٢كورنثوس٧: ١٠). وهذا واضح جدًا في توبة داود عن خطيته والتي صحبها دموع وانكسار وحزن. فالله يكره التوبة الكلامية ويقبل التوبة الصادقة عن الخطية، والتي تتبرهن بالحزن والرجوع الحقيقي للرب. اسمع داود وهو يبكي وينتحب تائبًا عن خطيته قائلاً «تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي. أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي» (مزمور٦: ٦).

2- وقد يرتبط هذا الحزن المقدَّس بالتجارب التي يتعرض لها المؤمنين كقول الرسول بطرس للمتغربين المتألمين «إِنْ كَانَ يَجِبُ - تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ» (١بطرس١: ٦). فعند تعرُّض المؤمن للتجارب في البرية لا يفرح بل يتألم، ولكنه بالنهاية لا بد أن تكون هذه التجارب سبب تزكية الإيمان.

3- كما أن التأديب الإلهي قد يسبِّب حزنًا! قد يسمح الرب لأحد أولاده بالتأديب والتهذيب لتنقية وتكريس الحياة، أو «لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ». وهذا التأديب قد يسبب شيئًا من الحزن والألم، لكن النتيجة مباركة ونافعة كما يقول كاتب العبرانيين «وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ» (عبرانيين١٢: ١٠، ١١).

4- الحزن على الخطاة من حولنا خصوصاً اقربائنا وجيراننا وأصدقائنا وزملائنا فنجد الرسول بولس يعبر عن ذلك "أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ، لاَ أَكْذِبُ، وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: إِنَّ لِي حُزْنًا عَظِيمًا وَوَجَعًا فِي قَلْبِي لاَ يَنْقَطِعُ. فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُومًا مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ، الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ، وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ، وَلَهُمُ الآبَاءُ، وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ، الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ." (رو 9: 1-5). 

5- حتى الحزن على فقدان الاحباء أو مرضهم الرب يقدره ويعمل على تعزيتنا. "فَإِنَّهُ مَرِضَ قَرِيبًا مِنَ الْمَوْتِ، لكِنَّ اللهَ رَحِمَهُ. وَلَيْسَ إِيَّاهُ وَحْدَهُ بَلْ إِيَّايَ أَيْضًا لِئَلاَّ يَكُونَ لِي حُزْنٌ عَلَى حُزْنٍ." (في 2: 27). 

يوجد فرق كبير بين الحزن الذي نشعر به بسبب خطايانا وزلاتنا أو اندماجنا في العالم الشرير، والحزن الناتج من ألم ووجع الله أو الناتج من التشكيل والتدريب الإلهي «لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا» (٢كورنثوس٧: ١٠). 

هل أنت حساس للروح القدس الذي يبكتنا على خطايانا فنحزن عليها ونسرع بتقدم توبة حقيقية من قلوبنا؟

هل تحزن على الخطاة الغير تائبين؟ هل تحزن على المؤمنين الجسديين؟ هل تحزن على الكنائس التي انشغلت عن الكرازة والتلمذة؟

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف