تاريخ النشر 6 مايو 2024

أين أنا من هذا المشهد؟

تاريخ النشر 6 مايو 2024

اشتعلت في قلبها شعلة من الحنين فقد اشتاقت إليه. فدفعها الحنين والشوق إليه للاقتراب من ذلك المكان، الذي فيه جثمانه الطاهر. فكان لديها شعور عميق بالامتنان تجاه حبيبها ومنقذها من الظلمات يملأ روحها. 

فعند الفجرٍ باكراً، انطلقت بخطوات سريعة حاملة الاطياب، لا تهتم ببرد الصباح أو ضباب الطريق. الحماس يملأ كيانها، لا تهتم بأي شيء سوى الوصول إلى وجهتها.

[image]

وأخيرًا، وقفت أمام القبر.

هناك، واجهت مزيجًا من المشاعر المتناقضة: الوفاء والحزن والألم عندما رأت القبر مفتوح وفارغ. ماذا عليها أن تفعل؟ انهمرت دموعها، تتمنى لو كان السيد يسمعها، ليمنحها العزاء. لو كان يراها، ليشعر بمعاناتها ويُسارع لنجدتها. لو كان قريبًا منها، لما اهتمت بالحجر أو القبر الفارغ أو أي شيء آخر.

غمرتها الأفكار مع المها من يُعيد لها حبيبها فلم ترى من أحبته نفسها الذي تبحث عنه، فقدت الأمل في العثور علىه. وفجأة، ناداها باسمها "يا مريم". لم تُصدق أذنيها ، التفتت ورأته بعينيها، وصرخت "ربي!". (يو 20: 16) أي السيد العظيم، المعلم الصالح. ظنت في البداية أنه البستاني، لكنه كان الرب نفسه، سر حياتها الجديدة، رجائها ومصدر قوتها.

كلما قرأتُ هذه القصة، يرتجف قلبي. أشعر كأنني أقف أمام ينبوع الحب الإلهي والوفاء والولاء البشري.

أسأل نفسي: أين أنا من هذا المشهد؟ هل لدي نفس الشوق والحب لربي ومخلصي يسوع المسيح؟ هل أتوق للقائه بشغف؟ هل أنا مُهتم بحبه وملكوته وتعاليمه؟ هل أشعر بنفس المشاعر العميقة تجاهه؟ هل أحزن لغيابه وأبحث عنه بشغف؟

ونحن في أيام الاحتفال بعيد القيامة، أين نحن من شخص السيد المسيح وقضيته خلاص البشر؟

 

 

 

 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف