تاريخ النشر 19 فبراير 2024

أنت تستطيع

تاريخ النشر 19 فبراير 2024

أنت تستطيع 

[image]

 

منذ عدة سنوات، حكت لي إحدى صديقاتي عن جارة كانت تسكن بجوارها. كانت الجارة تبغض صديقتي وتعاملها بطريقة سيئة، وزاد الأمر سوءًا عندما كانت الجارة تأخذ القمامة وتضعها عند باب شقة صديقتي. وقد كلمتها صديقتي مرات لتتوقف عن هذا الفعل، ولكن دون جدوى.

سألت صديقتي قائلة: "كيف تحملت هذا الأمر الصعب والمعاملة السيئة منها؟"

أجابت صديقتي: "كان الوضع صعبًا حقًا، وخصوصًا عندما أفتح بابي وأجد القمامة أمامي يوميًا. ولكني صليت لله وشاركته بما تفعله هذه الجارة بي. وجدت الله يشجعني من داخلي أن أرد إساءتها بفعل الإحسان.

فكانت الجارة ترمي القمامة وصديقتي تجمعها وتمسح بالماء أمام شقة الجارة كما تفعل أمام شقتها. وعندما تقابلها كانت تبتسم لها وتلقي عليها التحية مهما كان رد فعلها.

وسألتها الجارة  يوما "لماذا فعلت هذا معها" فوضحت صديقتي لها أن إلهنا محب ويوصينا بمحبة كل الناس حتى من يسيئون إلينا. "لكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،" (لوقا 6 : 27)

أن  محبة الأعداء أمر صعب ويبدو أنه غير واقعي في هذه الحياة. وربما كم الكراهية التي تتعرض لها والظلم يفوق إلقاء القمامة أمام بابك، لكن الله يستطيع أن يمنحك القوة لتحب من أبغضك وترد الإساءة بأفعال الرحمة. فالذي يقدم المحبة هو الشخص القوى وليس الضعيف.

وقد تقول إنى عندما أرى عدوى تشتعل بداخلي مشاعر البغضة  كالبركان الثائر. أقول لك أن المحبة هي قرار إرادي أن تحب من ظلمك حتى لو مشاعرك  ضد هذا الحب. فنحن لا نتبع مشاعرنا، والله دعانا أن نكون مثله نحب البشر حتى لو رفضنا  أفعالهم الخطأ 

وماذا عن الظلم الذي تعرضت له؟

نحن ليس لنا الحق أن  ننتقم لأنفسنا هذا دور الله القاضي العادل، وهو من يعوضك عن الحق المسلوب منك. أما  دورك أنت  أن  تحب عدوك وتغفر له وتباركه ولا تلعنه. "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ." (رو 12: 19).

سيرا شكري 

 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف