تاريخ النشر 9 يناير 2025

أرى المشهد من منظورك

تاريخ النشر 9 يناير 2025

عزيزي صديقي

تأمل من كتاب أيامي معاه للأخت نانسي فلتس.

أحياناً، نشعر وكأن الألم يحاصرنا من كل مكان، كما لو أننا نسير في حقل ألغام، نتجنب تلقي الأخبار لئلا يأتي معها انفجار جديد. في نهاية العام، كنت أرفع صلاتي لله، وأتساءل في دموعي عن كل هذا الألم. في لحظة تأملية، أظهر لي الله مشهداً يذكرني حينما جعل آدم في سبات عميق ليأخذ منه ضلعاً ويخلق منه حواء، كما ورد في الكتاب: "فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلَاعِهِ وَمَلَّا مَكَانَهَا لَحْمًا" (التكوين ٢: ٢١). هل كان هذا هو أول بنج في التاريخ؟ بنج من صنع الله؟ كم هو مؤثر أن الله لم يكن يريد لآدم أن يتألم!

لكن للأسف، هذا "السبات" أو المناعة ضد الألم رُفع عندما دخل العصيان البشري. منذ تلك اللحظة، أصبح الألم جزءاً من الحياة، مع كل ولادة وحدث مؤلم. مع ذلك، كان الله دوماً حاضراً معنا، حتى قرر أن يأتي بنفسه ليحمل آلامنا وأحزاننا التي لم يكن لها حل سواه. وعندما خرج آدم وحواء من الجنة، كان الله معهم، ورأى وجعهم. آدم، الذي كان أول مَن نال نفخة الله، حمل معه نفس روح الله، روح عمانوئيل "الله معنا."

الله يكمل المشهد في آخر سفر الرؤيا، مؤكداً وجوده الدائم: "هُوَذَا مَسْكَنُ اللَّهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ وَهُمْ سَيَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهًا لَهُمْ" (رؤيا ٢١: ٣). ليس فقط سنراه وجهًا لوجه، بل سيكون بيننا ويمسح كل دمعة من عيوننا، ولن يكون هناك موت ولا حزن ولا وجع فيما بعد.

في نهاية هذا المشهد، أشعر أنني أريد أن أصرخ قائلة: "خُذني إلى قلبك يا رب، أريد أن أرى الأمور من منظارك وأفهم أن الألم ليس منك، وحتى حين نمر به، فأنت لا تتركنا، بل تمنحنا الصبر والقدرة على التحمل."

لَكِنْ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا .. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ.. أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبٍ شَعْبِي؟"

 (إشعياء ٥٣ : ٤).

أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،