تاريخ النشر 14 أبريل 2025

فَإِنَّ أَبَاكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلَانِيَةً

تاريخ النشر 14 أبريل 2025

 

عزيزي صديقي، اليوم كنا في عيادة الطبيب لإجراء متابعة، وبينما كنا نجلس، سقطت من إحدى السيدات ورقتان، كل واحدة منهما في مكان مختلف.

لاحظتُ أنها التقطت إحداهما، لكنها لم تنتبه إلى الأخرى. فطلبتُ من ابني أن يذهب ليحضر الورقة المفقودة ويعيدها إليها.

الغريب في الأمر أنه عندما قدّم لها الورقة، لم تكن منتبهة على الإطلاق، فتدخلت السكرتيرة وأخذت الورقة منه وسلمتها للسيدة، دون أن تدرك الأخيرة الجهد الذي بذله ابني في البحث عن الورقة والتقاطها من تحت الكرسي.

شعرتُ حينها بشيء من الضيق، إذ كنت أتوقع أن تبادر السيدة بشكره على الأقل.

نفس الشعور ينتابني عندما أسمح لأحدهم بالمرور قبلي أثناء القيادة، لكنه لا يبدي أي امتنان.

أشعر حينها أن التقدير البسيط هو أقل ما يمكن تقديمه في مثل هذه المواقف.

لكن فجأة، وقفتُ مع نفسي متسائلًا: لماذا يجب دائمًا أن يكون هناك مقابل لكل فعل خير أقوم به؟

ولماذا يجب أن يكون هناك من يلاحظ ما أفعله؟

أدركتُ أن هذا التفكير يتعارض تمامًا مع ما يريده الله منّا، سواء في الصلاة أو العطاء أو الحياة الروحية عمومًا.

فالمسيح علمنا أن نفعل الخير بمحبة حقيقية، لا بحثًا عن شكر الناس أو تقديرهم.

يقول الكتاب المقدس: "فَإِنَّ أَبَاكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلَانِيَةً" (متى ٦ : ٦).

وهنا يكمن الدرس الحقيقي: أن نعيش بروح العطاء والخدمة، عالمين أن الله يرى قلوبنا وأعمالنا، وهو وحده الذي يكافئ في الوقت المناسب.

أنت غالي ومحبوب، نهتم بك ونصلي لأجلك.صباحك مبارك ومليء بالنور ✨

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،