هل لابد من الانعزال؟
هل لابد من الانعزال؟
يوجد من يسير بمبدأ البعد عن الناس غنيمة أو بالمقولة الشعبية "عشرة الناس بتوجع الراس"
في عالمٍ متصل بشبكات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، يبدو أن المفهوم القديم للانعزال يتلاشى ببطء. فمن الصعب تصور العالم بلا اتصال ودائماً متواصلاً، حيث يُعتبر الاجتماع والتواصل أكثر من مجرد ضرورة، بل تحوّل إلى نمط وأسلوب حياة متعمق في وجداننا.
في عالمٍ يحتفل بالتواصل الافتراضي، يمكن للانعزال أن يكون له تأثير قوي على الصحة العقلية والعاطفية. فهو يسمح لنا بالابتعاد عن الضغوط الاجتماعية والمقارنة المستمرة، وبالتالي يعمل على تحسين تركيزنا وابداعنا. إنها فرصة لاستعادة الهدوء الداخلي وتجديد الطاقة.
[image]
ومن جانب آخر يوجد نوع آخر من الانعزال وهو الانعزال عن الاشرار "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس." (مز 1: 1).
وهذا مختلف تماماً عن المقولة التي تقول البعد عن الناس غنيمة لانها تدعو الى اختصار الناس وهذا ليس فكر الله لنا بل فكر الله ان يكون الجميع جسد واحد بناء واحد "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة،" (أع 2: 1).
الراحة لا تعني الانعزال عن الآخرين: يعتقد البعض أن الراحة تعني الانعزال عن الآخرين. ولكن الراحة الحقيقية ليست دائماً تعني الانعزال عن الآخرين بل احياناً قليلة نحتاج للانعزال عن الآخرين، الرب يسوع كان يعتزل من أجل الصلاة، "وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلي." (لو 5: 16).
الراحة الحقيقية ليست دائماً تعني الانعزال بل الراحة الحقيقية تعني قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء. "لأن لنا فرحا كثيرا وتعزية بسبب محبتك، لأن أحشاء القديسين قد استراحت بك أيها الأخ." (فل 1: 7).
فنحن ننعزل عن ما هو يضر بعلاقتنا وشركتنا مع الله.
يا صديقي، هل هناك أشخاص أو أشياء تعيق نموك الروحي أو تضر بعلاقتك وشركتك بالله يجب أن تنعزل عنهم.
