نشأة صوم الميلاد وتطوره (أ)
نشأة صوم الميلاد وتطوره (أ)
أ – صوم الميلاد في الغرب
انتشر ما بين القرن الرابع والقرن السادس الميلادي، الحديث عن صوم يسبق الاحتفال بعيد الميلاد ، مدته أربعون يوما ، ويسمى "أربعينية الميلاد" ويكون الصوم فيه ثلاثة أيام في الأسبوع، غالبا أيام الاثنين والأربعاء والجمعة .
ويقول القس كيرلس كيرلس : "في الحقيقة لا توجد مصادر أخرى تشير إلى ممارسة الصوم ستة أسابيع قبل عيد الميلاد، إلا عند غريغوريوس أسقف "تورس . "Tours وكان الصوم فيها أيام الاثنين والأربعاء والجمعة فقط. كما كانت فرنسا هي بداية وأصل هذه الأسابيع الستة التي تصام قبل عيد الميلاد والتي رتبت في القرن السادس لتتشابه مع الصوم الكبير" . (منقول)
[image]
هذا من الجانب التاريخي عن صوم الميلاد. أما عن الجانب الروحي للصوم.
الصوم ليس مجرد حرمان من الطعام والشراب، بل هو رياضة روحية تسعى إلى تحرير الروح من سيطرة الجسد. فالجسد يميل إلى الشهوات والتعلق بالمادة، بينما الروح تسعى إلى السمو والاتحاد بالله.
ولذلك، فإن جوهر الصوم هو الانفصال عن شهوات الجسد، والتوجه نحو الله. وهذا الانفصال لا يتحقق فقط من خلال حرمان الجسم من الطعام والشراب، بل من خلال تدريب النفس على ضبط النفس ومقاومة الشهوات.
وهكذا، فإن الصوم ليس مجرد وسيلة لتنقية الجسد، بل هو وسيلة لتنقية الروح أيضًا. فهو يقود الإنسان إلى التوبة والرجوع إلى الله، ويجعله أكثر قدرة على محبته وطاعته.
الصوم المقدس هو ذلك الصوم الذي يحقق أهدافه الروحية. فهو ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو امتناع عن كل ما يشغل القلب عن الله.
صديقي، كيف تصوم (ما هي نظرتك وقناعتك عن الصوم)
