تاريخ النشر 23 أغسطس 2023

مفهوم الرحمة

تاريخ النشر 23 أغسطس 2023

[image]

ثانياًمفهوم الرحمة : الرحمة المطلقة: هي رحمة الله للبشر ، ورحمته غنية لا متناهية وتشمل الجميع. "الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة." (مز 145 : 8) الرحمة النسبية: وهي رحمة الإنسان ، وهي نسبية لأنها تتعلق بكم هي محبة الإنسان و وداعته وصلاحه لأفعال الرحمة والحق "لا تدع الرحمة والحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك."(ام 3 : 3) يوجد عدة محاور للرحمة رحمة الإنسان لنفسه، وهي ليس معناها أن يكون متساهل مع النفس بل معناها أن يعرف الإنسان مقداره وقيمته عند الله. يعرف قيمة دم الرب يسوع المسيح، الدم الثمين الذي سفك من أجله فداء وكفارة له. فيرحم نفسه بقبوله نعمة الخلاص الذي به يربح نفسه "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها."(لو 9 : 25) رحمة الإنسان للآخرين: إن رحمة الآخرين تكون في شكل مساعدة أو عطاء أو صدقة أو أي عمل صالح ... يمدح السيد المسيح الرحماء لأنهم ينالون رحمة الله. "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون" (متى 5: 7) وفي نفس الوقت يدين قساة القلوب " لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة والرحمة تفتخر على الحكم." (يع 2: 13) رحمة الفقراء والمساكين بصفة خاصة من رحم المحتاج والفقير ، يحفظه الله وينجيه من كل الشر، "طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ." (مز 41: 1-2). وليس هذا فقط، فإن إظهار الرحمة للفقراء شيء يقدره الله جداً "من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه." (ام 19 : 17) فاعمال الرحمة تعتبر علامات ودلائل علي اننا على الاقل نتقي الله. أن الرحمه من جهة الله انه لا يتعامل معنا بما نحن نستحقه، لكن الرحمة من جهة الإنسان هي إظهار اللطف والرحمة للآخرين ، وخاصة في آلامهم. الرحمة وصية الله لنا وعطيته المجانية. إنه يفتح قلوبنا ليس فقط لتوفير الاحتياجات المادية للفقراء ، ولكن ليكون لدينا جوهر الرحمة في جميع أفعالنا. قال القديس يوحنا الذهبي الفم: "هنا يبدو أنه يتحدّث ليس فقط عن الذين يظهرون الرحمة بتقديم المال، وإنما أيضًا الذين هم رحماء في تصرفاتهم، فإن إظهار الرحمة متعدّد الأشكال، والوصيّة واسعة". الرحمة لا تأتي من الضعف أو قلة الحيلة أو الذل ، بل من القوة. وتجدر الإشارة إلى أن كلمة "الرحمة" هنا لا تشير إلى العطاء المادي الخالص ، أو حتى المودة ، بل إلى المشاركة الفعلية للآخرين ، وكأننا نحتل مكانهم ، فنشعر بآلامهم ومعاناتهم. فالله أظهر عظمة رحمنه بتجسده في شخص السيد المسيح، الذي قبل أن يخلي نفسه ويصير في صورة بشر ليقترب إلينا، ويحيا حياتنا جرب في كل شيء ماعدا الخطية، لذلك أوصانا الروح القدس على فم الرسول بولس: “اذكروا المقيّدين كأنكم مقيّدون معهم والمذلّين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد” (عب 13: 3). فإذا نحن ندخل مع اخوتنا في محنتهم لندعمهم بالحب والرحمة، لكان ربنا يسوع قد دخل شخصيًا في آلامنا ليعطينا محبته ورحمته! على العكس من ذلك، “الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة، والرحمة تفتخر على الحكم“ (يع 2: 13).   الرحمة = كلما تواصلنا بالله وعرفناه وامتلائنا به كلما استمتعنا بصفاته وخاصة الرحمة. “كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم لو 36:6″. من لا يرحم أخيه فلن يستمتع برحمة الله. الرحمة تشمل الفقراء والمحتاجين، ولكن الخطاة أيضًا ، فلا ندينهم ، بل نناشدهم أن يتوبوا ويخلصوا. فكما غير المسيح طبيعتنا الشرسة إلى رقة ، كذلك غير قسوتنا إلى رحمة. الرحمة هو الشعور بالآخر ومشاركة مشاعره معه. وتلبية احتياجاته.

 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف