قيم نفسك
[image]
قد وقفنا أمس عند هذه الجملة وهذا الفكر ليس فقط خطأ بل هو يظهر عدم فهم تعاليم السيد المسيح في الموعظة على الجبل او لبشارة الانجيل وسوف اذكر غداً انشاء الله بعض الاسباب التي توضح لماذا هذا الفكر خطأ
فان كان الناموس او المقياس الاخلاقي الظاهر في الموعظة على الجبل كافي لكي يجعلنا ننال رضى وقبول الله. هيا بنا كل واحد يتامل حياته خلال اسبوع او ثلاث ايام لنتأكد جميعاً اننا فشلنا في أن نعيش بحسب هذا المقياس الاخلاقي السامي فكلنا في الموازين الي ما فوق، اي جميعنا وجدنا ناقصين. "إِنَّمَا بَاطِلٌ بَنُو آدَمَ. كَذِبٌ بَنُو الْبَشَرِ. فِي الْمَوَازِينِ هُمْ إِلَى فَوْقُ. هُمْ مِنْ بَاطِل أَجْمَعُونَ." (مز 62: 9). وهذا يجعلنا غير مقبولين لدى الله بحسب هذا المقياس. ولكي نثبت هذا بشكل قاطع سوف ناخذ شيء واحد فقط من تعاليم السيد المسيح "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت ٥: ٨)، حاول ان تقيم نفسك وكن صادقًا مع نفسك إذا كنت قد عشت في الأسبوع الماضي حياة نقاء القلب. هل كانت حياتك تلبي تمامًا هذا المعيار. هل تعتقد حقاً أن قلبك خالٍ تماماً من كل شهوة، ومن كل حسد، ومن كل غرور، ومن كل كراهية؟
ثانيًا ، العظة على الجبل ليست موجهة إلى غير المؤمنين لمساعدتهم على الاقتراب من الله ، بل إلى تلاميذ المسيح المخلصين الذين تغيرت قلوبهم بفضل نعمة الله وقدرته.
هذا ما نقرأه في متى 5: 1-2: "لما جلس يسوع تقدم إليه تلاميذه. وابتدأ يعلمهم قائلاً ...". الغرض من العظة على الجبل هو إظهار أن الله أعطى تلاميذه نوعية جديدة من الحياة بقبوله يسوع المسيح.
وثالثاً ، من أهم الأدلة أن الموعظة على الجبل لا تقول لنا "افعلوا هذه الأشياء وسيقبلكم الله!"
بل على العكس فهي تقول: "يغيرك الله بعمل الروح القدس ، وتصبح تلميذاً للمسيح ، وحينئذ تستطيع أن تعيش الموعظة على الجبل بقوة الله ونرى هذا بوضوح في التطويبه الاولى "«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ." (مت 5: 3). السيد المسيح لم يبارك الذين يروا انفسهم لديهم القدرة للحصول على ملكوت الله، ولم يبارك الذين صلىوا وصاموا بانتظام ، ولم يؤكد سعادة من دفعوا العشور والتقدمات بوفرة وخدموا الآخرين بكل قوتهم، ولم يعد الله بقبول الذين يرون أنفسهم ابرار باعمالهم الصالحة. ولكنه على العكس من ذلك يبارك الفقراء المساكين، وطوَّب الشاعرين بفقرهم الروحي الشديد، ويؤكد سعادة الذين يأتون إلى الله خاليين اليدين، ويلتمس رحمته ومتكلين على تلك الرحمة وحدها.
