تاريخ النشر 21 يونيو 2024

قيمة ولكنها زائلة

تاريخ النشر 21 يونيو 2024

[image]

الإنسان الطبيعي غير المؤمن، أو حتى المؤمن الذي ليس له شركة مع الله، يستخدم الحكمة البشرية لتحقيق رغباته المادية والشهرة وغيرها، ويستخدمها أيضًا للدفاع عن نفسه وإخفاء عيوبه وتبرير أفعاله، حتى إنه قد ينجو من عواقب أفعاله ويرمي باللوم على الآخرين. 

وعلى الرغم من أن الحكيم يمتلك معرفة أكثر وذكاءًا أكبر من الأحمق، إلا أنه قد يسلك طرقًا ملتوية وغير صادقة نتيجة لدوافعه الشخصية.

ومع ذلك، لا يمكن للإنسان أن يعرف الله أو يقبله من خلال استخدام هذه الحكمة بناءً على تلك الدوافع. فكما هو مكتوب: "إذ كان العالم بحكمة الله لم يعرف الله بالحكمة"، وأيضًا "بهما عرفوا الله لم يمجدوه كإله، بل أظلما في أفكارهم وجهول قلوبهم. وبينما يزعمون أنهم حكماء صاروا جهال".

إن هذه الحكمة لا تستطيع فهم الأمور الإلهية رغم قيمتها الثمينة، ولا تتعرف على الله بشكل صحيح. بل تضع كل شيء تحت سيطرتها وتقيمه وفقًا لقواعدها، وتصوغ طريقة للوصول إلى الله استنادًا إلى تصورات الإنسان.

في العديد من الأحيان، يُعتبر الفلاسفة والمصلحون والأدباء، وحتى أتباع الفلسفات الإلحادية والمنتقدين للكتاب المقدس، حكماء في هذا العالم.

يصف الرسول يعقوب هذه الحكمة بأنها:

أرضية: لا تفهم أمورًا تتجاوز الأرض وما بها، ولا تستنتج شيئًا يتعدى إطار الحياة الدنيوية. 

نفسانية إنها تركز على آمال الإنسان وأفكاره المحدودة داخل العالم المادي.

أن كنت يا صديقي، تريد أن تدرك الأمور الروحية  عليك أن تطلب من  الله ما طلبه الرسول بولس لأهل أفسس روح الحكمة والاعلان 

"لا أزال شاكرا لأجلكم، ذاكرا إياكم في صلواتي، كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح، أبو المجد، روح الحكمة والإعلان في معرفته، مستنيرة عيون أذهانكم، لتعلموا ما هو رجاء دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين، وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح، إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويات،" (أف 1: 16-20).

فبدون أن يعطينا الروح القدس روح الحكمة والاعلان، حكمة واعلانات للأمور الروحية لن نستطيع أن ندركها مهما شرحوا لنا، ومهما اعطونا من أمثله.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف