قوة الانتظار
عزيزي صديقي
في بعض الأحيان، يكون لدينا أشخاص قريبون من قلوبنا ينتظرون طويلاً لتحقيق حلم عزيز أو استجابة صلاة. أتذكر القسيس في كنيستنا، ذلك الرجل المبارك الذي كان يتمنى من كل قلبه أن يرزق بطفل. كان الجميع يرون شوقه وأمله، ويعرفون أنه ظلّ يصلي ويطلب من الله هذه البركة. ورغم أنه خادم للرب وكثيرًا ما يصلي من أجل معجزات في حياة الآخرين، إلا أنه كان هو نفسه بحاجة إلى معجزة.
فكرة الانتظار ليست سهلة. الانتظار يعني أن يكون لدينا إيمان بأن الله يسمعنا ويعرف احتياجنا، لكنّه يؤجل الإجابة لوقت يعلمه وحده. القسيس لم يتوقف عن الصلاة، ولم يفقد الأمل، بل ظلّ مؤمناً وثابتًا في إيمانه، يعرف أن الله يراه ويسمعه.
تقول الآية في ( مزمور ٢٧ : ١٤ ) "انْتَظِرِ الرَّبَّ، تَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ."
هذا الكلام يدعونا لأن نثق في الله حتى أثناء الانتظار. الانتظار ليس بلا معنى، بل هو وقت يمنحنا الله فيه القوة والإيمان. الانتظار يعلمنا الصبر، ويقوّي إيماننا، ويجعلنا نعتمد أكثر على الله.
استمر القسيس في الصلاة وظلّ يساعد الناس ويشجعهم على الثقة بالله، رغم أن لديه طلبًا لم يُستجب بعد. ومرت السنوات، وفي لحظة انتظرها لأكثر من عشر سنوات، استجاب الله أخيرًا لصلاته، ووهبه طفلاً. بعد كل هذا الوقت، أثمرت صلاته وإيمانه، ليذكرنا أن الله لا ينسى احتياجاتنا ويعرف ما هو الأفضل لنا ويختار الوقت الأنسب للإجابة.
دعونا نؤمن أن الله معنا، وأن الانتظار على الله ليس ضياعًا للوقت، بل هو جزء من خطة عظيمة لحياتنا، وأن الله سيستجيب لصلواتنا في الوقت الذي يراه هو الأفضل.
أشجعك، إن كان لديك طلبة تنتظرها منذ زمن طويل، أن تثق أن الله يسمع ويستجيب، فقط ثق واستمر في الصلاة.
أنت مهم، نحبك ونهتم لأجلك.
