سلوكيات الرحمة
[image]
سلوكيات الرحمة
السيد المسيح الساكن في قلوب المؤمنين يحوّل قلوبهم إلى ينابيع رحمة وشفقة تجاه الآخرين، وتتجلى هذه الرحمة في صور متعددة، وإليك بعض الأمثلة:
الرحمة تجاه المتألمين: حكى السيد المسيح قصة رائعة عن السامري الذي أظهر تعاطفًا تجاه المجروح الذي وجد على الطريق المؤدي بين أورشليم وأريحا وكان بين حي وميت، حيث قام بمحبة بتضميد جروحه ووضعه على دابته ونقله إلى فندق و يتكفل بمصاريفه. وأوصى السيد المسيح الحاضرين بالتصرف بنفس الرحمة قائلًا "اذهب وافعل هذا" (لوقا 10: 33-37).
الرحمة تجاه المساكين: يحتاج المساكين والفقراء والمحتاجون بشدة إلى الرحمة والمساعدة والرأفة بأي طريقة ممكنة. " من يحتقر قريبه يخطئ ومن يرحم المساكين فطوبى له"(ام14: 21). إن رحمة ومساعدة الفقير تعتبر تجاه الله نفسه، "من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه"(ام19 : 17). لذا، يبارك الله أولئك الذين يرحمون الفقراء والمساكين.
الرحمة من خلال بشارة الخلاص للخطاة: يقول الوحي الإلهي «وأرحموا البعض مميِّزين، وخلّصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار» (يهوذا 22). المؤمنين الأتقياء الذين يسكن فيهم السيد المسيح، تنبع من قلوبهم غيرة وشفقة على الأرواح التي تتجه نحو الهلاك، وينطلقون ببشارة الخلاص لإنقاذهم. وهذا هو أعظم تجلي للرحمة.
راحة وسعادة الوالدين: طوبى للأبناء الذين يشفقون على والديهم، فالرب يقول "سيطيل أيامهم على الأرض"، ولا شيء أكثر تعاسة من تجاهل الأبناء واستخفافهم بوالديهم بكلماتهم القاسية، فتنطفئ أضواء حياتهم في ظلام الغياب "مَنْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يَنْطَفِئُ سِرَاجُهُ فِي حَدَقَةِ الظَّلاَمِ." (أم 20: 20).. ومثالًا رائعًا على هذه الرحمة ما قام بها داود تجاه والديه، رغم أنه كان يُطارَد من قِبَل شاول، إلا أنه كان يفكر في والديه ولم ينساهم واهتم بتوفير العناية والرعاية لهم برحمة كبيرة في الحفاظ على والديه "وَذَهَبَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مِصْفَاةِ مُوآبَ، وَقَالَ لِمَلِكِ مُوآبَ: «لِيَخْرُجْ أَبِي وَأُمِّي إِلَيْكُمْ حَتَّى أَعْلَمَ مَاذَا يَصْنَعُ لِيَ اللهُ»." (1 صم 22: 3).
الرحمة حتى تجاه الحيوانات الصامتة: يقول سليمان الحكيم "الصِّدِّيقُ يُرَاعِي نَفْسَ بَهِيمَتِهِ، أَمَّا مَرَاحِمُ الأَشْرَارِ فَقَاسِيَةٌ." (أم 12: 10). بينما كان بلعام الشرير القاسي يعامل حماره بقسوة ويتمنى أن يقتله، إلا أنه لم يلاحظ وجود ملاك الرب الذي وقف أمامه. فعندئذ تجلى قسوته الكبيرة. "سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ عَمَلَكَ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ تَسْتَرِيحُ، لِكَيْ يَسْتَرِيحَ ثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ، وَيَتَنَفَّسَ ابْنُ أَمَتِكَ وَالْغَرِيبُ." (خر 23: 12).
