تاريخ النشر 22 مارس 2024

شعور بالامتنان

تاريخ النشر 22 مارس 2024

شعور بالامتنان

هنا، على مسرح الحياة، تُقامُ رحلةٌ فريدةٌ بين عالمين، عالمِ الروحِ وعالمِ الجسد.

رحلةٌ بين نغمةٍ تُلهِمُ وخطوةٍ تُنجزُ، بين تأمّلٍ يُصفّي الذهنِ واندفاعٍ يُحرّكُ المشاعر.

 

لم يُهمل الله راحة أجسادنا في رحلتنا الروحية. فقد خصص لنا يوم السبت (الأحد حاليًا) للاستراحة جسديًّا وروحيًّا. فالله الذي خلقنا يعلم حاجة أجسادنا للراحة كل أسبوع، كما قال الرب: "ثم قال لهم: «السبت إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت." (مر 2: 27)

[image]

فمن حقك، بل من واجبك، أن تمنح جسدك الراحة من التعب أوالمرض، وأن تلبي احتياجاته من النوم. ويجب عليك عدم إهمال القواعد الصحية التي تؤدي إلى إصابتك بالأمراض. وعلاوة على ذلك، يجب أن تعطي جسدك الغذاء الكافي ليحافظ على صحته. ولكن لا تُضع راحة جسدك فوق تعب روحك.

يا صديقي، أنت مسؤول عن رعاية جسدك وتنميته (أفسس 5: 29). ومع ذلك، يجب ألا تستسلم لرغبات جسدك وتكون عبدًا له (1 كورنثوس 9 :27)، ولا تسمح له بالتمرد على روحك. يجب أن تمنح جسدك ما يحتاجه من طعام وراحة، ولكن لا تستجيب لشهواته التي تضر بك. اعطِ جسدك الراحة التي يحتاجها من خلال النوم، ولكن افيقه للصلاة لكي تستريح روحك أيضًا. بالتالي، يحافظ الإنسان الروحي على توازن الراحة بين الجسد والروح.

كثير من الناس يجهدون أجسادهم فوق طاقتهم، مما يؤثر أيضًا على أعصابهم. وقد يقعون في الأخطاء بسبب إرهاق أعصابهم، مما يؤثر سلبًا على حالة أرواحهم. لذا، يتطلب الأمر حكمة وتوازنًا.

يا الله الآب، ينبوع الحكمة والمعرفة، نسألك أن تُنير عقولنا بنورك الإلهي، وتُرشدنا إلى طريق تحقيق التوازن بين راحة النفس والروح والجسد.

امنحنا الحكمة لنفهم احتياجاتنا الحقيقية، ونعرف كيف نُغذّي روحنا ونُريح جسدنا ونُنعش نفسنا.

ألهمنا لاتخاذ الخيارات التي تُعزّز سلامنا الداخلي وتُساعدنا على عيش حياةٍ مُتوازنةٍ وفرحةٍ.

اجعلنا نُدرك أن سعادتنا الحقيقية لا تُقاس بمجرد إنجازاتٍ أو متعٍ جسدية، بل هي شعورٌ عميقٌ ينبعُ من تناغمٍ بين روحنا وجسدنا ونفسنا.

 

آمين.

 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف