دعوة للبكاء والنوح وتذلل النفس

الأمر الوحيد الذي طلب الله الإنسان فيه أن يصوم هو الاحتياج إلى التوبة 

قال الرب في يوئيل: "قدِّسُوا صومًا، نادوا بالاعتكاف" (يوئيل 1: 14، 2: 15). فما معنى تقديسنا للصوم وكيف يتحقق ذلك؟

[image]

معنى عبارة "قدِّسُوا صومًا" يأتي من جذر الكلمة "تقديس"، والذي كان في الأصل له معنى التخصيص. عندما قال الرب لموسى: "«قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل، من الناس ومن البهائم. إنه لي»." (خر 13: 2). كان يعني بذلك تخصيص الأبكار لخدمته فحسب، بحيث لا يُستخدمون لأي غرض آخر. وكانت الأبكار من الناس تكرس لخدمة الرب قبل اختيار هرون وأبنائه للكهنوت، وكانت أبكار الحيوانات تقدم ذبائح مقدسة والثياب المقدسة كانت مخصصة لخدمة الكهنوت. 

وعندما نتحدث عن تقديس بيت للرب، فإننا نعني تخصيص البيت للرب بحيث لا يُستخدم لأي غرض آخر سوى عبادته وخدمته. كما قال الرب عن الهيكل "«مكتوب: بيتي بيت الصلاة يدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص!»" (مت 21: 13). 

وبنفس المعنى، يتم تخصيص أيام معينة للرب، مثل تقديس يوم السبت، حيث يُقال: "اذكر يوم السبت لتقدسه." (خر 20: 8). يعني ذلك تخصيص هذا اليوم للرب. ويتم تقديس جميع أعياد الرب بنفس الطريقة، حيث يُقام فيها اجتماعات مقدسة وتُخصَص للرب، ولا يُعمَل فيها أي عمل ليقضي وقت أطول في العبادة. 

وبهذا السياق، يكون تقديس الصوم يعني تخصيصه للرب. أيام الصوم تُعتبر مقدسة، أي أنها مخصصة للرب وليست من حقوق العالم. وبالتالي، يُشجَّع على الاعتكاف خلال هذه الأيام، وذلك للجلوس أمام الرب وقت أطول. 

إذا كنت يا صديقي، لا تستطيع أن تأخذ أجازة يوم للتفرغ، فيمكنك تخصيص ساعة أو اثنين للعبادة أو على الأقل تحديد هدف الصوم للرب، وبالتالي يكون صومك مقدسًا، أي مخصصًا للرب في هدفه وسلوكه. ومن خلال ذلك، ندخل في المعنى الشائع لكلمة "مقدس"، أي النقاء، لأنه مخصص للرب. 

يا صديقي، هل تقدس صوماً للرب هو الرب بهذا المعنى؟  

 

 

شكرا لتواجدك!