تاريخ النشر 25 يونيو 2024

حكماء لكن بسطاء

تاريخ النشر 25 يونيو 2024

[image]

المفهوم البشري للحكمة يراها متعارضة مع البساطة، يُعرّف العالم الحكمة على أنها التعقيد والدهاء والحسابات المُتقنة، بينما تُفسر البساطة على أنها قلة العلم والسطحية وقلة الخبرة. ويُنظر إلى من يتصرفون بعكس الحكمة على أنهم "بسطاء" أي جهلاء.

أما الكتاب المقدس يُقدم لنا مفهومًا مختلفًا للحكمة والبساطة. فالحكمة الإلهية هي التركيز على هدف واحد والسير بخطى ثابتة نحوه. والبساطة هي معرفة ما هو مقدس والتمسك به، وتجنب ما هو شرير. 

يُجسّد الرب يسوع المسيح هذا التكامل الرائع بين الحكمة والبساطة في أقواله وأفعاله. فكان حكيمًا في تعامله مع الخطايا، مُرشدًا المؤمنين نحو الطريق الصحيح دون تعقيدات.

تُنشأ البساطة يا صديقي، من تثبيت النظر على السيد المسيح في كل تصرف. فالمؤمن يقيس كل سلوك بسلوك السيد المسيح، ويجعله معيارًا للحكمة.

كان السيد المسيح مثالًا يُحتذى به في تجسيده للحكمة والبساطة معًا. ففي حواراته المختلفة، مثل حواره مع السامرية (يوحنا 4) ومع المرأة الممسوكة بالزنا (يوحنا 8)، ومع الشاب الأعمى (يوحنا 9)، أظهر حكمة عميقة وبساطة مُقنعة.

يا صديقي، فعندما طلب منا السيد المسيح أن نكون حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام، فهو أراد أن يعلمنا كيف يُمكننا أن نعيش حياتنا وفقًا مبادئ الإيمان. فالمؤمن الحقيقي هو من يجمع بين الحكمة الإلهية التي تُرشده، والبساطة التي تُمكنه من اتباع تعاليم المسيح بيسر ووضوح.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف