تحذير للحكماء
[image]
يُوجه الرسول يعقوب رسالة قوية للمؤمنين، يدعوهم فيها إلى تجسيد الحكمة الإلهية في سلوكهم اليومي، قائلاً: "مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ" (يعقوب 3: 13)
البداية مع السؤال "من هو حكيم وعالم بينكم؟" تشير إلى أن الحكمة والمعرفة لا يجب أن تكون فخرًا أو موضع افتخار، ولكن يجب أن تترجم إلى أعمال حسنة وتصرف لطيف.
ثم يأتي التحذير من "الغيرة المرّة والتحزب في القلوب" هو تحذير مهم ضد المشاعر السلبية والأنانية التي قد تنشأ حتى في المجتمعات المؤمنة. يُحذّر الرسول يعقوب من مخاطر الغيرة والحسد، مشدّداً على أنّها سلوكيات مُتنافية مع الحكمة الإلهية، ويقول: "وَلَا تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ إِنْ كَانَ فِي قُلُوبِكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَحَزْبٌ" (يعقوب 3: 14)
يُميّز الرسول يعقوب في رسالته بين نوعين من الحكمة: الحكمة السماوية والحكمة الأرضية.
بشكل عام، هناك تركيز قوي على الحكمة السماوية كبديل عن الحكمة الأرضية، والحاجة إلى فحص النوايا والدوافع الداخلية بانتظام. النص يقدم توجيهات وتحذيرات هامة للمؤمنين.
لذلك يأتي السؤال عن كيفية تعاملنا مع بعضنا البعض - هل هي من "الحكمة الأرضية الشيطانية" أم "الحكمة السماوية"؟ هذا سؤال حاسم للمؤمنين.
ثم يأتي التحذير من أن عدم اتباع الحكمة السماوية سيؤدي إلى "التشويش وكل أمر رديء" في قلوبنا وبيوتنا وكنائسنا.
ثم يُقدّم لنا الرسول يعقوب بعض النصائح الهامة
-
فحص القلب: علينا مراجعة دوافعنا الداخلية وراء قراراتنا وتصرفاتنا. هل هي مُنطلقة من الحكمة السماوية أم من الحكمة الأرضية؟
-
التركيز على خير الجميع: يجب أن نسعى لمصلحة الجميع، لا فقط مصلحتنا الشخصية، حتى لو تضمّن ذلك التضحية ببعض مصالحنا.
-
التسامح والمحبة: علينا التسامح مع الآخرين ومحبتهم، حتى لو أساءوا إلينا.
-
طلب الحكمة الإلهية: يجب أن نسأل الله أن يمنحنا الحكمة السماوية لكي نتمكن من العيش بسلام ووئام مع أنفسنا ومع الآخرين.
إن اتّباع الحكمة السماوية يُساعدنا على التغلّب على أي مشاعر سلبية، ويُنمّي فينا المحبة والتسامح، ويُساهم في بناء علاقات قوية مع الله ومع الآخرين.
