السلام هبّة من الله
[image]
"طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ." (مت 5: 9).
سوف نبدأ اليوم في التطويبة السابعة والاخيرة
السلام هبّة من الله
في سفر أخبار الأيام الثاني، نجد قصة داود النبي عندما رفض الله أن يبني له هيكلًا. وبحسب النص، فإن السبب هو أن داود قد سفك الكثير من الدماء في الحروب التي خاضها. بدلاً من ذلك، وعد الله داود بأن يعطيه ابنًا يبني الهيكل بدلاً عنه. هذا الابن هو سليمان، الذي ازدهر عهده بالسلام والرخاء. "فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: قَدْ سَفَكْتَ دَمًا كَثِيرًا وَعَمِلْتَ حُرُوبًا عَظِيمَةً، فَلاَ تَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي. هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ، لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَمًا وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ. هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا، وَأَنَا لَهُ أَبًا وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ." (1 أخ 22: 8-10).
تُظهِرُ هذه الآية الأبوية الإلهية وهبةَ السلام، وتُبيِّنُ أنَّ السلام هو "هبةٌ من الله"، ولبناء السلام وتعزيزه في قلب الإنسان والمجتمع. علينا ان نجتهد ونسعى الى تحقيقه.
السلام هو بركة إلهية: هناك العديد من الآيات الكتابية الأخرى التي تؤكد على أن السلام هو هبة وعطية من الله. في المزمور 29: 11، يقول الله "الرَّبُّ يُعْطِي عِزًّا لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ." (مز 29: 11). وتعكس المظاهر الخارجية للسلام بركة الله، وعلى الإنسان أن يطلب السلام دائمًا من الله: "وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ." (إر 29: 7).
السلام هو هبةٌ من الله لمن يطلبه ويسعى إليه: "أَرِنَا يَا رَبُّ رَحْمَتَكَ، وَأَعْطِنَا خَلاَصَكَ. إِنِّي أَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ اللهُ الرَّبُّ، لأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِشَعْبِهِ وَلأَتوأفراد مُتَّقِيهِ، وَلَكِنْ لاَ يَعُودُونَ إِلَى الْجَهَالَةِ. إِنَّ قَرْبَهُ لِلَّهِ خَيْرٌ لِلْجَمِيعِ، وَيَعْطِي السَّلاَمَ لِشَعْبِهِ." (مز 85: 8).
السلام ليس فقط غياب الحروب وانحسار الخلافات والصراعات والعداوة، على الرغم من أن ذلك يعتبر جزءًا منه. إنه بالأساس العودة إلى البركة الأصلية التي باركها الله في الكون: "وَرَأَى اللَّهُ كُلَّ مَا صَنَعَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا" (تكوين 1: 31)، والتي تضررت بسبب خطيئة الإنسان. السلام هو سعادة الحياة اليومية، بل هو الحكمة التي يمنحها الله للإنسان. إنه عندما يعيش الإنسان في وئام وسلام مع نفسه ومع الآخرين ومع الله.
(مت 5: 9). وعلى سبيل المثال، يُشجَّع المسيحيون على مساعدة الفقراء والمحتاجين والدفاع عن حقوق المظلومين، لأن هذه الأعمال تساهم في إقامة السلام والعدل في العالم.
باختصار، السلام هبة إلهية لأنه حالة داخلية ومبادئ توجيهية للعيش في العالم بمحبة وتسامح وعدل. وليس مجرد غياب النزاعات والصراعات.
