تاريخ النشر 25 سبتمبر 2023

السلام في العهد الجديد

تاريخ النشر 25 سبتمبر 2023

[image]

السلام في العهد الجديد

في العهد الجديد، تحققت جميع نبوءات الأنبياء تحققًا كاملاً في ربنا يسوع المسيح. فهو إله السلام» (2كو 13: 11؛ في 4: 9)، وواهب السلام: «سلاماً أترك لكم، سلامي أُعطيكم. ليس كما يُعطي العالم أُعطيكم أنا» (يو 14: 27). بسلامه الذي يعطيه لنا، نستطيع أن نتغلب على جميع الضيقات التي نتعرض لها، حيث قال: «قد كلَّمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم» (يو 16: 33).

في العهد الجديد، يتجاوز معنى السلام الذي يُعبَّر عنه بالكلمة اليونانية "إيريني" جميع المعاني التي ذُكرت في العهد القديم. إنه ينبع من الله الذي صالحنا مع نفسه من خلال موت ابنه، حيث أسس السلام فينا من خلال دم صليبه (كو 1: 20)، «لأنه هو سلامنا، الذي جعل الاثنين واحداً، ونقض حائط السياج المتوسط، أي العداوة، مُبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض، لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً، صانعاً سلاماً، ويُصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب، قاتلاً العداوة به» (أف 2: 14-16).

والسلام الذي يُعطيه السيد المسيح يسكن عقولنا ويتجاوز كل فهم وادراك، حيث يسود على كل ضيق وألم. حتى أن الشخص الذي يتمتع بسلام الله يمكنه تحمل كل شيء ويصبر على كل شيء ولا يخاف شيئًا ولا يشتهي شيئًا، حيث يحمل داخل قلبه سلام الله، كما قال الرسول بولس: «وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع» (في 4: 7). وبالتالي، يتمثل سلام الله في الإنسان في قلبه وعقله كلاهما. حيث ينبع السلام من القلب ويتدفق إلى العقل  

في المسيح، يكون معنى السلام مختلفًا عن معناه في العالم. إنه ليس مجرد تحية تقال بين الناس مثل "سلامٌ لكم". بل هو سلام يتركه المسيح لنا ميراث نمتلكه، ولا يمكن للعالم أن ينزعها منا. إنه ثمرة لروح الله الساكنة فينا، كما ذكر الرسول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية: «وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفُّف» (غل 5: 22).

في المسيح، يأتي السلام كجزء من عمل الروح القدس في حياة المؤمنين. إنها نتيجة تأثير قوة الله وعمله داخلنا. يتمثل السلام في المحبة والتفاهم والتسامح والتآلف. إنه يجلب الهدوء والاستقرار إلى قلوبنا وعقولنا. عندما نعيش في السلام المسيحي، فإننا نعيش في التوازن والسعادة، بغض النظر عن الظروف المحيطة بنا.

يعطينا المسيح هذا السلام كهبة، وهو يبقى معنا في جميع الظروف والتحديات. إنه يمنحنا القوة والثقة للتغلب على الضيق والقلق والخوف. بالاستناد إلى سلام المسيح، يمكننا أن نتعامل مع الصعاب بطريقة هادئة ومتزنة، ونكون شهودًا للسلام في عالم يعاني من الصراعات والانقسامات.

لذا، دعونا نسعى للعيش في هذا السلام الذي يأتي من المسيح، ونكون شهودًا لهذا السلام الحقيقي في حياتنا اليومية. لنمنح الآخرين نموذجًا للسلام والمحبة والتفاهم، ونسعى لتعزيز الوحدة والتآلف بين الناس. فعندما ينعم السلام في قلوبنا، ينعكس على من حولنا ويؤثر فيهم بشكل إيجابي.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف